رصاصه في الكتف - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

 
رصاصه في الكتف
رائد ابو عواد - 16\10\2008

تقول الحكمة الصينية:"لا نستطيع منع طيور الشؤم من التحليق فوق رؤوسنا, لكن يمكننا منعها من أن تبني أعشاشها على عتبات أبوابنا."
لقد زارنا طائر الشوم مؤخرا ورمى بيننا جمره ما لبثت ان تحولت نارا مستعره كادت ان تاتي على كل ما اعترض طريقها لولا ان مشيئه الخالق لم ترضى لهذه الجنه ان تحترق. وخمدت النار, ولكن دخانا كثيفا ما زال ينبعث منها ضاقت به الصدور .
هل سنترك طائر الشؤم يسكن بيننا؟ هل سنرضى ان نكون فريسة لعادات الجاهلية التي زالت منذ عصور؟
طبعا لا نجد من يرضى أن تكون الاجابة بالموافقة ولكن هل يكفي ان نستنكر؟ وماذا ستكون النتيجة؟ هل ستنتهي المباراة بنتيجة حاسمة؟ ماذا ستكون جائزة الفائز؟ وكيف سيكون الاحتفال؟
هناك الكثير من الحروب التي يتمنى الانسان انه لم يخضها ولم ينتصر بها ونحن نعيش كابوس يشبه هذا النوع من الحروب. هذه الحرب الوهمية التي تجعل منا سخرية لكل من يشاهد فصولها لان الجسم الواحد لا يمكن ان يتجزأ. ولا يستطيع عضو من اعضاء الجسد ان يقول انا قررت الاستقلال عن باقي الجسد وساعيش بمفردي . وهذا ما يحدث في مجتمعنا هذه الايام نسينا هدفنا في الحياة ونسينا اداب ديننا, نسينا اننا بحاجه لان نكون عائلة واحدة. هذه الحرب محسومة ونهايتها معروفه ولكن عجبا لنا بني البشر لا نهتم الا بعد وقوع المصيبة. والاغرب ان البعض سيقول لسنا عائلة ولستم اخوتي.
الى ماذا نسعى والى اين سنصل؟ هل يجب ان يقتل احد حتى نفهم اننا مخطؤون؟
وماذا سيحصل بعدها؟
كل هذه التساؤلات واكثر نسمعها يوميا من افراد هذا المجتمع، وكل يتكلم وكان لا علاقة له بما يجري، والحقيقة هي ان ما يجري هي مشكلتنا جميعا لاننا جميعا في نفس المركب ولان دوامة العنف لن تستثني احدا منا. لذا كان العنوان "رصاصة في الكتف" لان ما حدث امر سئ ولا يستهان به لكنه لم يدمرنا ويمكن ان نتدارك الامور وكم اخشى ان نصل الى عنوان يشبه "رصاصة في القلب".
ان الانسان قد يهزم ولكنه لا يدمر وهذا الوقت الذي يحتاج وقفه من الجميع، فالجهاز التدريسي وحده لا يكفي ووقفة رجال الدين تداركت الامور ولكنها تحتاج لدعم الاهالي ويجب ان تلعب الاسرة دورا اكبر لنشر الوعي وتوضيح الامور. ويجب على جيل الشباب ان يقول كلمته وان تكون كلمته "كلمة حق". وفقط هكذا يمكن ان نكون اقوى من المشكلة, واعلموا ان الشيطان يكمن في التفاصيل. وان الاشاعات تزيد المشكله ولا يجب ان نكون مروجي اشاعات حتى نتبين حقائق الامور. وان نعلم ان التصرف بالغريزة فقط يحولنا الى مجرمين.
لا نريد ان نبحث عن متهمين ولا نريد ان نحكم على احد فكل شخص يرى انه على حق، ولكن من قال ان اراءنا يجب ان تكون متطابقة؟ ومن قال ان من يخالفني الراي اصبح عدوي؟ اين ادعاؤنا بالثقافة والتطور؟ اين كبرياؤنا عندما نعلم اننا نهاجم بعضنا لاسباب واهية.
واخيرا اتذكر قصه قديمه عن اخوين ورثا ثروة كبيرة ولكن كل منهما كان يطمع بحصة اخيه ويتمناها لنفسه، حتى دخل الشيطان بينهما فقتل الاخ اخاه ليحضى بالثروة، ودفع كل ثروته للمحامي كي ينقذه من حبل المشنقة. فخسر اخاه وخسر الثروة لان تلك الرصاصة لم تكن بالكتف وانما قريبه منه...